تفقد الطاقة قدرتها على التأثير عندما يتم توزيعها، و لكنها إذا تركَّزت تصبح مثل شحنة كهربائية يتم إطلاقها مرة واحدة، فهي تؤثر في كل ما حولها .
لقد رأيت أحد الخطباء، و قد هدّه الدهر، بينما كان عليه أن يلقي محاضرته في جمع حاشد، رأيته رجلاً مسناً نحيفاً قصيراً متكوماً على مضجع في إحدى الزوايا، فقلت في نفسي : لا بدّ أنه سيلفظ أنفاسه في أثناء الخطاب .
و لكنه عندما حان دوره تنفس بعمق ، و بدا و كأنه كتلة من الطاقة و الحماسة ، و ما أن وقف وراء المنصة حتى انهمرت الكلمات من شفتيه، و كأنها زخات من المطر .
لقد كان الرجل قد ادخر طاقته حتى بدأ الخطاب فأطلق كل المخزون الذي ادخره . و هذا ما كان عليه أن يفعل . و إلاّ فلربما فشل في إعطاء أفضل ما لديه .
و قد تسأل كيف تركّز طاقتك ؟
و الجواب بأن تحفّزها . . و يمكنك أن تفعل ذلك بما يلي : قبل أن تلتقي أحداً، إجلس و اجمع أفكارك بهدوء، تنفّس بعمق و فكّر في أهداف اللقاء . ليس أهدافك فقط بل أهداف الشخص الآخر أيضاً . و ربما يكون مطلوباً ان تتمشي بعض الوقت لكي تحفز قلبلك على الضخّ، و أحياناً تحتاج إلى أن تتصور الموقف و ما يجب أن تفعله بالكامل. و لكن حالما تدخل الباب انقطع عن التفكير في نفسك ، و ركّز على الطرف الآخر، محاولاً استكشاف شيء تحبه فيه .
بالطبع فإن الشرط الأول في القدرة على تركيز الطاقة هو الإيمان بما تفعل و تقول .
و على كل حال فإن الطاقة المنظمة تنبعث فينا كقوة مغناطيسية تبرؤ في كل منا حين يؤمن بشيء . إن أصحاب الطاقات عندما يتكلمون فإنهم يمتزجون بمساعيهم و برسالتهم ، و حتى لو كان بإمكانك عدم موافقتهم على معتقدهم ، و لكن لا يسعك التشكيك في صدق اقتناعهم .
من المهم أن يسود جو من اليقين . فغالباً ما ترى أناساً يبدأون الكلام بقوة ثم يشردون أو يترددون أو يضعون أيديهم على أفواههم فيفشلون ، لأنه لا أحد يرغب في الإصغاء إلى شخص متردد . إن من الأفضل أن تكون هادئاً و حذراً و متأنياً، إنما لا يجدر بك أن تكون متردداً غير واثق من نفسك .
فركز فكرك، و عواطفك على ما تريد فسرعان ما تشعر بالقوة المطلوبة لتحقيقه .
للأمانة الموضوع منقول.
__________________
عنوان صحيفة
المؤمن حب
علي